لماذا أنت مشغول في يوم ميلادك؟

في الحقيقة، لطالما حاولت أن أفهم السبب وراء الاحتفال بعيد ميلادي أو يوم ميلادي. الحقيقة هي أنني في كل مرة حاولت الاحتفال فيه لم يحصل أي أمر مميز

كما يقول عُمر الخيام في رباعيته الشهيرة

لبست ثوب العيش لم أســــــــتشر

وحرت فيه بين شتى الـــــــــــــفكر

وسوف أنضو الثوب عني يوما ولم

أدرك لماذا جئت، أين المـــــــــــــفر

أي أنني، لم أختر اليوم ولا المكان الذي وُلدت فيه، فلما الاحتفال به؟ وأنت لديك كل يوم في باقي السنة لتحتفل بنفسك. احتفل بنفسك في كل يوم وفي كل ساعة. ففي كل يوم فرصة جديدة لك في هذه الحياة. لا تعلق قراراتك الكبيرة، ولا أهدافك العظيمة، ولا آمال حياتك في يوم واحد تقرر فيه ماذا تريد وكيف تريد. ألا تشعر أنها مفارقة عجيبة؟ ننتظر هذا اليوم حتى نتخذ قراراتٍ سننساها بعد حين؟ بينما أنت تمتلك كل أيام السنة ويمكنك اختيار أي يوم منها حتى تحلم وتحقق وتحتفل

أنا أرى أنه من المثير للسخرية فعل ذلك، ولا أرغب، حتى لا أجرح مشاعرك عزيزي القارئ، أن أصف هذا الأمر بالغباء. ولكنني سأقترح عليك أمرًا آخر. أمر فعله الكثير من قبل ولا أدري هل هو صحيح أم لا

يمكنك بدلًا من أن تنتظر ليوم ميلادك، أن تحدد فترات حياتك بناءً على عُمرك. فمثلًا. يمكنك كتابة قائمة بأهدافك التي تريد أن تقوم بها قبل أن تصل لعمر الثلاثين. قد تبدو المسافة بعيدة، ولكن صدقني سيجري بك العمر قبل أن تنتبه حتى. ستنشغل بأداء مهام عملك، وبالمناسبات الاجتماعية. وستنشغل بمباريات كرة القدم المهمة التي أخبرك الاعلام أنها مهمة. ثم ستنشغل برمضان، والعيدين، ورأس السنة اذا كنت تحتفل به. ولربما ستصل إلى الثلاثين وأنت لم تحقق ما كتبته في قائمتك هذه. ولا تنسى أنك قد تتزوج فلا تسمح لك ظروف الحياة بأن تفعل شيئًا أصلا سوى دفع الفواتير والعمل.

لهذا، فإن نصيحتي لك هي أن تكتب هذه القائمة اذا كنت جريئًا بما فيه الكفاية، شجاعًا كما ينبغي لأن تحلم أن لك أشياءً في هذه العالم تستحقها وأنه لمن الغباء أن لا تقاتل من أجلها وتحصل عليها، وأنه من الغباء أكثر أن تنتظر يومًا واحدًا في السنة حتى تقرر أنك تريد أن تتغير. لذا صديقي القارئ، عزيزي الصديق، وكما قيل سابقًا

قُمْ، فعلى هذه الارض أشياء تستحق الحياة

غير معلوم

وسأضيف عليها، إذا لم يعجبك مكانك، تحرك فأنت لست شجرة. ولا أعلم من القائل ولكنه حكيمٌ جدًا، بليغ إلى أبعد حد ودرجة

انتهى