لماذا سنبقى فقراء للأبد؟

ملاحظة: هذا المقال ليس تحليلًا اقتصاديًا عن أسباب الفقر ولا عن تعريف الفقر أو الحاجة. المقال عبارة عن تحليل شخصي عن سلوك هذه الطبقة من الناحية المالية وكيف أن تصرفاتهم المالية لا تؤدي إلى تحسن أوضاعهم، وإنما أحيانًا قد تؤدي إلى ترديها

ما نفعله نحن الكادحون، الطبقة المتوسطة والفقراء في طريقة تعاملنا مع الحياة لهو جريمة نكراء. فنحن لا نتجرأ على التفكير في أبعد من اليوم والغد. فلطالما كان جُل تركيزنا هو على دفع الفواتير ومحاولة الحياة، وجعل الأثرياء أكثر ثراءً.

فترانا مشنغلين في دفع الفواتير، الانهاك في العمل، شراء أشياء باهضة ومحاولة تقليد الأثرياء في طريقة اللبس والحياة والمأكل بشكل سطحي. فنحن لا نمنح أنفسنا، ولا حتى أولادنا الفراغ والوقت الكافي للتفكر في الحياة وأمور أخرى غير هذا الهراء. فلا نفكر لماذا نحن نفعل هذا؟ ولا نفكر كيف نغير حياتنا للأفضل؟ ولا حتى نفكر في أمور أخرى مثل الفن والابتكار والثراء بالشكل الصحيح.

وهذا من وجهة نظري، سببه طريقة التربية التي قامت بخلق قوالب لايجوز علينا تجاوزها. أو جعلت من الصعب تجاوزها. فترانا منشغلين بتلبية رغبات النفس وهي في الحقيقة التزامات لا تغني ولا تسمن من جوع، مثل شراء الهواتف الغالية أو الاستدانة والسفر على حساب البطاقة الائتمانية أو حتى صرف الأموال على ملابس مرتفعة الثمن ومطاعم غالية في محاولة مستميتة لتقليد الأثرياء

بينما من المفروض الانشغال في تكوين النفس، وصقل الشخصية والاهتمام وتربية الأولاد بشكل صحيح يؤهلم لأن يكونوا أفرادًا مميزين في المجتمع لا أن يكونوا مجرد نسخ أخرى خالية من المضمون والهدف

فأنا لطالما تسآءلت، عن السبب في بقاء الفقراء فقراء، وازدياد الأثرياء ثراءً؟ وعلى ما يبدو أن السبب هو القوالب التي وضعناها لأنفسنا أو وضعها أباؤنا وأجدادنا من قبلنا. فترى أولاد الأثرياء يمتلكون مهارات مثل ركوب الخيل، العزف على البيانو أو حتى مهاراتٍ رياضية، وأسفار في بلاد بعيدة، مما ينتج عن توسع لمدارك الأطفال وتدفعهم للتفكير في جوانب أخرى من الحياة لا يتسنى لأبناء الطبقة الكادحة التفكير بها في تلك المرحلة من أعمارهم. والذي كنتيجة لذلك يزيد من ذكائهم وفرصهم في الحياة الناجحة والكريمة والتي لن تتحقق لأطفال الطبقة الكادحة إلا بتوفيق من الله ثم معجزة عظيمة

تكافؤ الفرص، لا يوجد تكافئ فرص بما فيه الكفاية مما يجعلك تشاهد أولاد حارس العمارة في مستوى ليس أعلى من والدهم، وهو نفس السبب الذي يجعلك تشاهد أولاد الأثرياء في مستويات أعلى أو مشابهة لما كان عليه أباؤهم، بالطبع مع وجود استثناءات وشواذ لكل قاعدة.

برأي أنه يجب على الكادحين، والطبقة المتوسطة التركيز على أمور غير تقليد الأثرياء، في أمور تقودهم الى استقرار مالي وسعة من الوقت تدفعهم للتفكير في جوانب أخرى من الحياة عدا عن دفع الفواتير والانغماس في العمل الذي يزيد من ثراء الأثرياء

التحول من التفكير كمستهلك إلى فرد ذي قيمة خلاقة في المجتمع، والذي سيجعلك تفكر، أنك حتى مع امتلاكك لما تمتلكه الآن، إلا أن الحياة دائمًا ما تستطيع أن تعطيك المزيد. طبعًا إذا سعيت لذلك ووجدت الطريق والسبيل

انتهى

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s