لا تتحدث كثيرًا. نعم لا تستغرب كلامي هذا. وسأشرح لك في السطور القادمة ماذا أقصد
إن أفشل المشاريع التي قمت بها هي تلك المشاريع التي تحدثت عنها كثيرًا مع كل أحد. فاشلة لأنها لم تحدث أصلاً
تحدثت كثيرًا عن أفكار، مع اصدقائي ومع عائلتي، وسمعت عنها اطراءًا كبيرًا جعلني من كثرته لا أقوم بها. لماذا؟ لأنني وببساطة شديدة اتخمت من كثرة الاطراء حتى أصبحت غير محتاج لعمل المشروع. ولكم من مشروع مات قبل أن يبدأ بسبب هذا الأمر. نتحدث كثيرًا عن أفكارنا وطموحاتنا مع الناس والعائلة والأصدقاء، ومن يكن سعيد الحظ سيحصل على الاطراء، ومن يكن تعيسًا بائسًا سيحصل على الاحباط. وفي كلا الحالتين فرصة قيامك بالأمر ستصبح ضئلة للغاية
من تجربة، تلك الأمور التي لم أتحدث فيها مع أحد عن مشاريعي أو أموري، كانت فرصة نجاحها أعلى من سابقيها. والسبب هو أنني لم أنشغل بالحديث عن العمل. ياخي اعمل، ثم اعمل، ثم اعمل، ثم دع نجاحك في المشروع يطربك حتى التخمة. إن حديث الناس حول مشروعك ونجاحه لهو أمر عادي، وليس بذي قيمة. ولكنك ستستمع به، وستسعد به. ثم سيكون هناك من يحسدك عليه. ولكنك في نهاية المطاف قد قمت به
إن طموحك لا سقف له، ولا حدود له. ولكن أكبر ما يعيقك عن تحقيق طموحك هو اصابتك بتخمة الاطراء. وحذارِ من هذا الأمر لأنه لن يدعك تقوم بالعمل. ولأنه سيضع عليك ضغوطات في بدايته أنت في غنى عنها. إن ضغط المشروع ومحاولة البدء به كبيرٌ جدًا ولست بحاجة لإضافة أيت ضغوطات أخرى عليه. سيكون سقف التوقعات عاليًا، ثم مع أي خطأ أو مشكلة سيصبك احباطٌ شديد قد يدفعك لإلغاء المشروع والاستسلام.
لذلك من المهم، أن تعمل بشكل صامت، مع استشارة أصحاب الخبرة والمعرفة فقط، دون الاعلان عن الأمر. لأي أحد ليس ذي صلة مباشرة بالموضوع. ركز على أداء مهامك بدون التعرض لأي ضغط اضافي. وصدقني سوف تنجح.
إن أنجح المهمات والمشاريع التي قمت بها، هي تلك التي قمت بها بهدوء وصمت وبعيدًا عن الأضواء وتخمة الإطراء. ثم حين اتمامها، كانت نشوة الاستمتاع بسيرها لنشوة كبيرة استحقت هذا الانتظار.
لذلك صديقي العزيز، عزيزي القارئ، كن هادئًا وصامتًا حين تعمل، ودع نجاح مهمتك أو مشروعك يتحدثان بالنيابة عنك. فوضهم بالحديث بحرية. دعهم يختالون جيئة وذهابًا. كل يوم وكل ساعة
أتمنى لك مشاريعًا موفقة. والكثير جدًا من النجاح