لطاما كُنت عَجولًا ولا أعلم ما السبب. لقد كلفتني العجلة الكثيرَ مؤخرًا من مشاعر سلبية واحباط لعدم تحقق مرادي وغاياتي وأحلامي. من العدل القول أن الطموح والرغبة في انجاز الأشياء لهو أمرٌ رائع ولكنه سيجعلك في حالة ذهنية مضطربة مالم تقدر على معالجته وإدارته بالشكل الصحيح.
في بداية السنة الميلادية 2019 وضعت أهداف عدة على المستوى الشخصي مثل هدف مالي كان طموحًا للغالية. وهدف يتعلق بوصولي للوزن المثالي خلال السنة وكان طموحًا للغاية كذلك. لم تسر السنة كما خططت لها على كل الأصعدة ومرت بتقلبات عجيبة في كل شيء ولم تكن سنة سيئة على أية حال. إلا أنني كنت خلالها أستعجل النتائج بشكل جعلني أصاب الاحباط الشديد حينما أدركت أنني لن أحقق أيًا من أهدافي بنسبة 100% ولو لم أتمكن من إدارة الموضوع بشكل جيد لأصابني الاكتئاب بمقتل.
من الانصاف القول، أن الأخبار عن انجازات الناس وثرائهمُ السريع هي ما جعلتني أستعجل النتائج بشكل لا يصدق حيث وضعت على نفسي أهداف ليست ذكية وليس من المنطقي تحقيقها في هذه المرحلة أو هذه السنة من عمري القصير جدًا. لذا يبدو أنني سوف أعاهد نفسي على وضع أهداف أكثر منطقية مع الأخذ بعين الاعتبار تقلبات القدر والحياة.
أضف على ذلك أن الله لم يخلق لرجلين من قلبين في جوفه، لقد أشغلت نفسي بعدة أمور ومواضيع خلال السنة شغلتني عن المتابعة الحثيثة لأهدافي الشخصية. مشاريعٌ هنا وهناك، أمور عائلية، أعمال وأمور أخرى جعلتني مشتتًا كما كان يقول لي والدي رحمه الله: علي، أنت مشكلتك في التركيز، أنت لا تركز وتقفز بشكل خفيف من ملعب لآخر وتبدأ أمور ومشاريع ولا تنهيها. لا أركز وأصاب بالملل بشكل سريع للغاية. كلها هذا في سبيل الطمع والاعتقاد بأنني انسان خارق يمكنني تنفيذ عدة أمور في نفس الوقت.
قادتني العجلة في مرحلة معينة في 2019 لاستلام أكثر من 4 أعمال في نفس اليوم والوقت، ولقد قتلني هذا الموضوع حرفيًا. جعلني أصاب باحتراق وظيفي ومهني ونفسي ما زلت أتعافى من نتائجه حتى هذه اللحظة.
قاتل الله العَجَلة وأخواتها. لم أعد أتابع أخبار المشاهير والأثرياء بالشكل الذي يدفعني بجنون لتحقيق أهدافي وإنما أمسيت اقرؤها من باب الاطلاع والتعلم فقط. كذلك تعلمت ألَّا أصاب بالغرور وأن أقدر نفسي حق التقدير مع الأخذ بعين الاعتبار حالتي النفسية والوقت الذي أحتاجه لنفسي. وأهم ما تعلمته هو أنني لن أحقق الثروة من خلال بيع وقتي وتأجيره مقابل ريالات معدودة. إنما تُصنع الثروة من خلال خلق وانشاء مصادر دخل متعددة لا تستلزم وجودك حتى تحقق لك الثراء.
هذا مافي جُعبتي من كلام. وحتّى ألقاكم في مقال آخر استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه