لم يمر علينا مثل هذه الحالة من قبل، كانت أكبر مشاكلي في 2020 هو تساقط شعري بسرعة تفوق سرعة نزول وزني إلا أنني في هذه الفترة أصبحت جازمًا أن هذه المشكلة لا تقارن أبدًا بمشكلة فايروس كورونا الذي اجتاح العالم. لقد أصاب فايروس كورونا العالم بالشلل مع تقديرات بتعطل الاقتصاد العالمي واحتياجه لسنوات حتى يتعافى من حالة الركود التي سوف تصيبه بعد تغلبنا على هذه الجائحة.
وكأن الأرض تخبرنا بضرورة التمهل والتروي في عجلة الانتاج، لأننا وببساطة شديدة ننتج بسرعة كبيرة ربما تفوق قدرة الكوكب على مواكبة الأثر البيئي الناجم عن سرعة التطوير لدى البشرية.
هل شعرت بالخوف؟ بالطبع شعرت بقلقٍ بالغ نتيجة لهذه الجائحة التي أصابت العالم، شعرت بالقلق على الشركات وأصحاب الأعمال والأهم من ذلك، شعرت بالقلق حول خسارة الموظفين لأعمالهم وبالتالي تدهور حالاتهم وأسرهم نتيجة لهذا الوباء العالمي. هل ستقف الحكومات مع الفقراء ومتوسطي الدخل حتى يمروا من هذه الجائحة بدون أضرار؟ أم ستتركم ليتحولوا إلى مخلوقات قد تفعل المستحيل لتبقى على قيد الحياة؟
هنا بلا شك يطبق المثال القائل ” خبئ قرشك الأبيض ليومك الأسود” وأنا أتمنى أن لا تمر عليكم أيام أيام سواد أبدًا، لكم ولكافة عائلاتكم وأحفادكم أتمنى حياة رغيدة. في هذه اللحظة بالتحديد، سوف يفقد الكثير من الناس مصدر دخلهم، وإن كانوا بدون مدخرات فسيكون وضعهم سيئٌ للغاية. كيف سيتجاوزون هذه المحنة؟ كان الله في عون الجميع.
كذلك في هذه اللحظة، سوف تظهر الشركات ذات بُعد النظر والتي قامت بعمل صناديق تحتفظ بها بنقدٍ طارئٍ يمكنهم من الاستمرار في العمليات لمدة 6 أشهر على الأقل بدون أن تتأثر بالأحوال الاقتصادية على الأقل، ولكي تعطي نفسها الفرصة للتكيف مع كافة المتغيرات العالمية. في المستقبل وحينما أصبح صاحب شركات، أتمنى أن لا تفوتني هذه النقطة لحماية موظفيني وعائلاتهم لأنه من المهم توفير الاستقرار المالي للموظفين حتى يتمكنوا من أداء مهماتهم على أكمل وجه.
قرأت حكمة تقول:
الأوقات الشديدة تمر، لكن الأشخاص الأشداء يبقون
“Tough times never last, but tough people do.”
–Robert H. Schuller
لعلنا نصمد في هذه اللحظات العصيبة، نتجاوزها ثم نتذكرها ضاحكين حينئذٍ. ومن المؤكد، أنها لن تكون الأخيرة للأسف فعلى ما يبدو قد فتحت هذه الجائحة الأنظار نحو إمكانيات الحروب البيولوجية وقدراتها نحو تعطيل أكبر الاقتصادات واخضاع أعتى الدول. لقد جعلت هذه الجائحة دولة ايطاليا تركع مستغيثتًا بالمجتمع الدولي الذي وقفت مشدوهًا لحجم الضرر الذي أصاب هذه الدولة القوية. اسبانيا، ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية المتقدمة ذات الأنظمة الصحية المتطورة مقارنة بمثيلاتها في دول العالم الثالث. على أيت حال أنا أتمنى للبشرية جمعاء السلام والعيش برفاه ورخاء. لكنها أمنية لن تحقق سوا في الجنة.
لم أكن أتخيل ما يخبئه لنا العام 2020 من مفاجآت، يبدو أنها مجرد البداية وتسخين لما هو قادم. ماذا تخبئ لنا يا ترا؟
هذا الزمان سوف يمضي. هذا الوقت سوف يمضي.