أحيانًا نخشى إتخاذ قرارات صعبة مثل تغيير البرنامج الذي تستخدمه في الشركة لإدارة بيانات الموظفين بحجة أننا قد استثمرنا الوقت والمال والطاقة لأجل وضعه قيد التشغيل، لكنه مع ذلك لا يعطي النتائج المرغوبة فترانا خائفين من اتخاذ القرار القاضي بتغييره إلى برنامج يعطينا فوائد على استثماراتنا.
كذلك الأمر في العلاقات الانسانية سواء علاقاتنا المهنية، الأسرية وحتى العاطفية تنطبق عليها متلازمة الخشية من الخسارة. خسارة الوقت والمال والطاقة وهي موارد لا تُقدر بثمن فنستمر في تعريض أنفسنا لمآسي وأحزان من مبدأ أننا استثمرنا الكثير في هذه العلاقة ونخسر المزيد من هذه الموارد الثمينة لإنقاذ ما لا يمكن إنقاذه مع العلم أنه لا توجد علاقة ما بين ما وضعناه من استثمارات وبين احتمالية نجاح الموضوع. إن القرار المنطقي الذي يجب اتخاذه وطريقة التفكير الصحيحة التي يجب اتباعها هي التفكير في شكل النتائج المستقبلية في حالة الاستمرار في وضع استثمارات في قضية خاسرة من البداية. مع الأخذ في عين الاعتبار أن الأخطاء السابقة ليست ذات صلة بالمستقبل إلا من خلال تجنب تكرارها بالطبع.
إن استمرارنا في وضع المزيد من الاستثمارات في قضية خاسرة ومنتهية خشية خسارة الجهود السابقة يشبه إلى حدٍ ما البكاء على الحليب المسكوب، بمعنى آخر: يجب علينا إتخاذ القرار بإيقاف هذه المهزلة بدون الأخذ في عين الاعتبار حجم الاستثمارات السابقة. إنها خسارة ونحن معرضون لها، أوقف خسائرك وانظر للأمام وتصرف بناءً على النتائج المستقبلية المتوقعة.
على أي حالٍ، إذا نظرنا للأمر من زاوية مختلفة، فإن الوقت قد مضى والطاقة قد صُرِفت ولن يعودا لك أبدًا لذا، تقبل خسارتك بصدرٍ رحب واتخذ القرار الذي سوف يخدمك بأفضل شكل في المستقبل. هذا السلوك الذي نشجع عليه والذي سوف يجعل قدرتك على اتخاذ القرارات أفضل على كل المستويات. والدرس الذي يجب عليك تعلمه هو عدم وضع أكثر من اللازم في أي أمر في حياتك حفاظًا على مواردك الثمينة من الضياع.