الناس تروح وتجي، وغالبًا الناس راح تكون حواليك لو كانت لها مصلحة معك طبعًا إلا من رحم ربي. حين انتهاء المصلحة سوف يذهب الجميع أو حينما تنتكس كذلك سوف يذهب الجميع. سوف ينفضون من حولك وكأن شيئًا لم يكن وكأنه لم تكن بينكم كل الأمور التي كانت تجمعكم.
وسوف تلاحظ أنَّ لكلِّ شخصٍ أجندته الخاصة فإن توافقت أجندته معك فلسوف يلازمك ويستفيد منك وحينما تتعارض سوف ينفضون عنك، لا تستاء فتلك طبيعة بشرية. وسوف تلاحظ كذلك الأشخاص الذين سيحاولون الاستفادة منك سواءً ماليًا أو حتى اجتماعيًا، أولائك المتسلقون على أكتاف الآخرين والذين سوف يظهرون لك كل المودة والإخاء ولكن، وفور ما تنتهي مصلحتهم معك سوف يتصرفون وكأن شيئًا لم يكن، ستلاحظ سرعة اختفاءهم ربما أسرع من السرعة التي تواجدوا حواليك فيها.
مرة أخرى، لا تحزن ولا تستاء فهذه هي طبيعتهم هي طبيعة بشرية وغريزة موجودة عند فئة من البشر. إن آلمك رحيلهم فاسمح لي بلومك لأنك فتحت لهم الباب يا صديقي. سوف تغريك مباهجهم وصحبتهم، فهم أنيسون ولسوف يوهمونك بكل ما تريده، فهم بارعون في ذلك حد الجنون. ولكن وكما أخبرتك سابقًا سوف يرحلون ويختفون وهم أشدُّ براعة في ذلك أيضًا، ولسوف تذهلك براعتهم وسرعة التصاقهم بآخرين يصعدون على أكتافهم.
أنا لستُ ضد مساعدة الناس وتمكين الناس من النمو، بالعكس لقد فعلتُ ذلكّ كثيرًا ووجدته منهك ولكنه رائع لو قمت به مع من يستحق، من يحفظ لك الود والجميل ويقدر ذلك. أما المتسلقون على الأكتاف فلا يحفظون ود ولا جميل، ولا يلقون لذلك بالًا إطلاقًا
النَّاس هذه سوف تحبطك، وتجعلك تشك في نفسك ولكن إياك وذلك يا صديقي، إيَّاك والشك في نفسك وإياك والحزن على هذه الفئة من المتسلقين والحثالة. إن جاؤوك لا تعطهم وجهًا وإن رحلوا لا تلقِ لهم بالًا، فمنذ متى ونحن نعطي شأنأ للحثالة؟
دعهم يرحلون، افتح لهم أبواب المغادرة على مصرعيها، وكما يقول المثل: الباب يفوِّت جمل!