قد تمضي في هذه الحياة تاركًا دروعك مشروعة وأبوابك موصدة أمام الجميع ولكل صداقة وعلاقة جديدة، والأمر يعودُ لتجربة مُرة واجهتك وكانت هذه ردَّة فعلك الغريزية والفطرية لحماية نفسك من التعرض للأذى مجددًا. ثم بعد فترة سوف تبدأ بالتساؤل عمَّا تقومُ به ولماذا؟ وعمَّا إن كانت هذه أفضل وسيلة لحماية نفسك.
أنت تقوم بذلك كحيلة بدائية لحماية نفسك لأنك غير مستعد لبذل الجهد الكافي لتقوية مناعتك الداخلية وصلابتك الذهنية تجاه المواقف والأحداث وتصرفات الآخرين، لذلك تميل إلى التصرف بغريزية تامة من خلال رفع دروعك في وجه الكل والجميع كحيلة واستراتيجية مغروسة في جيناتك منذ أيام مبطي. جزء من اللوم يقع على بيئتنا التي أحيانًا لم تعر أهمية كافية تجاه تطوير الصلابة الذهنية للأفراد والتي؛ في غالب الأحيان يضطر الفرد إلى تطويرها بمفرده من خلال مروره بصدمة تلو الصدمة حتى يحصل في نهاية المطاف على صلابة ذهنية ونفسية تسمح له بخفض دروعه أمام الناس والسَّماح للآخرين بالوصول لقلبه ومشاعره مدركًا بأنه سيتمكن من التعامل مع كل المواقف بشكل أوعى وأكثر نضجًا.
وفي حالة افتقادك لتلك الصلابة الذهنية والنفسية دعني أخبرك من تجربة، سوف تصل لتلك النقطة التي سوف تتساءل فيها عن ماهية مشاعرك وهل من المجدي أن تُرخي دروعك هذه المرة أم أن تستمر بنفس حيلتك الدفاعية البدائية وهو سؤال منطقي للمرحلة التي تمر فيها، ودعني أخبرك بإجابتي بصدق في سطوري التالية يا صديقي.
لا ترخي دروعك، لا ترخي دروعك لأنك سوف تندم على ذلك ولسوف تهزك أتفه الكلمات والعَبرات والمواقف، ولأن النَّفس تنزع للتفكير المفرط فلسوف تتعذب من فرط التفكير والتأويل. ستنزع منك هذه الحالة لذة الحياة ولسوف تنسيك النِّعم التي أنت فيها. لذلك لا ترخي دروعك ياصديقي، ولكن في نفس الوقت لا تستمر بنفس هذه الحيلة البدائية الضعيفة واعمل على تحسين وتطوير صلابتك الذهنية لأنها سلوك الأقوياء، ولأنها سلوك الرِّجال يا صديقي.
احذو حذو الرِّجال وكن رَجلًا فالرِّجالُ قليلُ.