يُعرِّف العُلماء الثقب الأسود بأنه جسم أسود في الفضاء أو كتلة فائقة الضخامة تتمع بجاذبية قوية جدًا لدرجة أنه لا يمكن لأي شي الافلات منها على الإطلاق، فهي قادرة على امتصاص كل شيء في محيطها المعروف باسم أفق الحدث: الضوء، الأجسام الساكنة والمتحركة وحتى النجوم الأخرى. وهكذا يستمر الثقب الأسود في النّمو والتضخم لدرجات هائلة مبتلعًا حرفيًا كل ما يقف في طريقه حتى نهاية الزمان.
في حياتك، وحياتنا توجد ثقوب سوداء ندور في فلكها قاصدين أو غافلين أو ما بين هذا وذلك قد تكون عبارة عن صداقات، علاقات، وحتى وظائفنا اليومية حيث نضع فيها جهدًا ووقتًا وطاقة ثمينة لكنها لا تنعكس ولن تنعكس عليك في شيء. إنها تعمل بعكس قانون نيوتن للطاقة الذي يقول: الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم وإنما تنتقل من شكل لآخر ضمن نظام محكم الإغلاق.
هذه الثقوب السوداء تعمل على استهلاك طاقتك وجهدك بدون مقابل وانعكاس لها، قد لا تكون المشكلة فيهم ولكنها نابعة من عدم وجود اتفاق حول الغاية النهائية من هذه العلاقة و/أو عدم وضوحه، فيحدث عدم تكافؤ في الموازين ينتج عنه لاحقًا خلل يبدأ بالتأثير على الطرف صاحب الاستثمار الأكبر ليسأل أسئلة وجودية مثل: انا ايش قاعد أسوي أو وش هذا الهراء الي أنا دخلت نفسي فيه.
عزيزي، حينما تشاهد ثقبًا أسودًا ومهما كان لامعًا ،شيقًا ،لطيفًا ورائعًا التواجد بقربه ومعه فإن نصيحتي لك هي: أهرب. أهرب الآن وقبل فوات الأوان. لا شيء سوف يعوضك عن كل هذه الطاقة المهدرة والضائعة في غير محلها ولا الوقت الذي سوف تستهلكه في التعافي من هذا الهراء الذي أقحمت نفسك فيه بقصد، أو بدون قصد.
فقط: أهرب الآن.
محدثكم من داخل الثقب حاليًا.