رحلة سبتمبر

تخالجني مشاعر جمَّة تجاه سبتمبر. هو الشهر الذي توفي فيه والدي رحمه الله. هو الشهر الذي استقلت فيه من شركتين تعلمت فيهما الكثير. وهو الشهر الذي بدأت فيه مشروعي الذي أحب. من سبتمبر وإلى سبتمبر نضجت ألف ألف مرة. شعرت بألف ألف احساس. ليست سنة بين سبتمبر والآخر، تبدو لي عشرُ سنواتٍ طِوال تمر بسرعة البرق بل ربما أسرع

حتى في سبتمبر بدأت رحلتي في شركة عظيمة ستغير ملامح التجارة الالكترونية في العالم من خلال منتجها الأبسط على الاطلاق. هل أقداري كلها مرتبطة بسبتمبر؟

بين سبتمبر من العام 2018 وسبتمبر 2019 مررت بالكثير من التجارب الأولى بالنسبة لي. مشاعر الاعجاب كانت تجربة رائعة وكيف تعاملت معها جعلتني أنضج إلى حدٍ ما. مشاعر الانهاك في العمل والانغامس فيه هربًا من مسؤوليات الحياة وضغوطاتها. لقد تعلمت كيف أتعامل مع المشاكل وكيف أواجهها كشخص ناضج لا يهرب بل يواجه المشكلة ويقوم بحلها بدلًا من الهرب منها.

من أعظم الأمور التي تعلمتها في سبتمبر هي بُعد النظر، لا تنظر للأمور بنظرة قاصرة، لم يدر في خُلدي أنني قد أحمل شهادة وفاة والدي بين يدي، لم أشعر بأنني لن أستطيع أن أقول وداعًا، ولا حتى قول أنا آسف. إذا كان هناك شخص ينبغي عليك الاعتذار منه أرجوك لا تتأخر في ذلك

لا يمكنني الانكار أنني في لحظات كرهت سبتمبر وأحببته في أخرى فهو بلا شك علامة فارقة في حياتي القصيرة جدًا. قصيرة لكنها مليئة بالتحديات السخيفة والعظيمة في آن واحد.

نقول أن الحياة ليست عادلة لكن في الحقيقة عادلة بما فيه الكفاية لكننا لا نقدر ذلك. تحسبها امتحان ولكنها تدبير وقدر في نفس اللحظة. تكمن العَظَمة في قبولنا التحدي وتجاوز الامتحان بأقل الخسائر والأضرار. معركة تكتيكية تفوز بجولة وتخسر بالأخرى. لأن الاستسلام ليس بحل ولا خِيار مُتاح لأولئك الشُجعان. لأن الهزيمة تعني فقدان كل شيء وخسارة كل مَكسب

حتى نلتقي مرة أخرى

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s