لماذا يجب عليك رفض العرض الآخر والبقاء في عملك الحالي

كلنا نكتب ونتحدث حول الأسباب التي تجعلك تستقيل من عملك ولكنني لم أسمع أحدًا يتحدث حول الأسباب التي تجعلك تبقى في عملك الحالي وعدم تغييره عند أول فرصة تأتيك بمغريات إضافية. إن الموظفين الذين يعملون في تخصصات نادرة أو شركات كبيرة تصلهم عروض عمل بشكل مستمر من شركات تحتاج إلى هذه الخبرات وغالبًا ما تصاحب هذه العروض زيادات في الدخل الشهري ومغريات أخرى مثل خيارات مليكة الأسهم (إيسوب) أو خطط الحوافز طويلة الأجل والمخصصة للموظفين الموهوبين حتى تنجح هذه الشركات في استقطابهم لصفوفها.

على أي حال، في هذه المقالة قررت أن أكتب حول الأسباب التي تجعلك تتمسك بوظفيتك الحالية وأن تفكر أكثر حول قرارك الخاص بالانتقال من وظيفة إلى أخرى، وهي كالتالي:
السبب الأول: أنت جيد للغاية فيما تقوم به، وعلامة ذلك أنك مازلت موجودًا في هذه الشركة الكبيرة وبهذه الوظيفة النادرة، بشرط أن تكون تقييماتك الدورية فوق المتوسط بشكل مستمر.
السبب الثاني: تطورك المهني ونموك في هذا المجال أقوى وأفضل ومضمونٌ أكثر داخل بيئة مناسبة لك تسمح لك بالنمو بشكل صحي وارتكاب الأخطاء ضمن بيئة صحية
السبب الثالث: فريق العمل، ألم تقم باستثمار الكثير من الوقت والجهد والطاقة والروح في بناء علاقة قوية مع فريق العمل، ألم تمر عليك تلك الصباحات التي لم ترغب بها بالذهاب إلى العمل ولكنك تتمالك نفسك وتجرُّ نفسك للذهاب لأنك مُحاط بفريق عمل تتطلع للقائهم كل يوم؟
ماذا لو كنت قائدًا لهذا الفريق، قمت ببنائه من الصفر وتجميعهم وتدريبهم حتى يصلوا لما هم عليه الآن؟
السبب الرابع: لقد قمت ببناء علاقات قوية داخل الشركة وأصبح لديك نفوذ وسمعة ممتازة تمكنك من القيام بالكثير من الأمور التي لن يقدر عليها شخص لا يمتلك نفوذك وسمعتك
السبب الخامس: لديك مدير ممتاز، إذا كنت تحظى بهذه النعمة فلا تفوتها يا صديقي

لقد تحدثت باستفاضة في مقالة سابقة لي حول الأسباب التي تدفعك للاستقالة من عملك، يمكنك قراءتها من خلال الضغط هنا، لكن دعنا نعالج السبب الشائع وهو الزيادة المالية الجيدة عن وضعك المالي الحالي، عادةً تكون القفزات من وظيفة لأخرى تحتوي على زيادة مقدارها 20%-35% عن راتبك الحالي وفي حال كانت القفزة أكبر من ذلك وهي السبب الوحيد الذي يجعلك تنتقل من وظيفة لأخرى فإنني أنصحك بالتحدث مع مديرك الحالي حول وضعك بطريقة ودّية وأنه قد وصلك العرض الفلاني من الشركة الفلانية بالمبلغ الفلاني وعادة ما تكون ردة فعل الشركات تجاه هذا الموضوع هو تعديل الوضع المالي للموظف. وفي حالات أخرى قد يقولون لك أن هذا هو سقف الراتب لوظيفتك الحالية ولا يمكنك تجاوزه.

أنا بشكل شخصي أشعر بالانزعاج من الشركات التي لا تقدر موظفيها حق قدرهم ولا تدفع لهم ما يستحقونه من القيمة السوقية المالية، إلا أنه وفي بعض الحالات لا يمتلك أصحاب الشركات هذه الرؤية ولا الدراية الكافية حول هذا الموضوع وقد يحتاجون إلى من يساعدهم ويرشدهم لذلك خصوصًا لو كانت شركة ناشئة وجديدة والمؤسسين يخوضون تجربتهم الأولى في ذلك حيث عادة ما تحصل هذه المواقف في الشركات الناشئة. يجب عليك كموظف أن تعرف أن قضية سلم الرواتب والدرجات الوظيفية قضية شائكة للغاية وتحتاج الشركات إلى وقت لبنائها بالشكل الصحيح حتى يعم العدل داخل الشركة ولا يشعر الموظفون داخلها باحساس غير صحي.

على أي حال أنا أنصحك في حال كنت تحب وظيفتك التي تعمل بها، وتحب فريق عملك وكنت تنمو باستمرار فلا مانع من التحدث مع مديرك المباشر بشكل صريح وشفاف حول العرض المقدم لك وأنك ستقوم برفضه ولكنك تطلب من الشركة تقييم دخلك في الشركة بما يتوافق مع قيمتك السوقية ومهاراتك العملية وغالبًا سوف يقوم المدير بذلك. وفي حال لم تكن لديك أي أسباب تدفعك للبقاء في هذه الوظيفة وخصوصًا لو كان العرض المقدم لك يحتوي على زيادة مالية خرافية (أكثر من 50% من دخلك الشهري) فأنت أمام قرار سهل وهو تقديم الاستقالة ثم المضي قُدُمًا في هذه الرحلة الجديدة.

أعلم تمامًا أن هذه التجربة سوف يمر بها كل موظف موهوب يعمل في شركة تقود القطاع التي تعمل به وكان هذا الموظف موهوبًا ولكنني لا أتمنى له المرور بالاحساس الذي يجعلك تكتشف قيمتك السوقية قبل أن تكتشفه الشركة التي تعمل بها يا صديقي.

حتى اللقاء في مقالة أخرى
علي

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s