لن أندم بالمجمل على ما خضته معك، لن أكرهك بالتأكيد ولكنني لن أستمر في محبتك. لا يمكنني بالطبع أن أمسح كل محبتي لك من قلبي بين ليلة وضحاها. ولكنني سأتوقف عن ذلك قليلًا كل يوم. كل يوم سوف أقرر أنني لن أحبك وأنني سوف لن أشتاق لك. كل يوم سوف أقرر أنني سوف أدع مشاعري تلك تعبر من خلالي ثم سوف أنساها ،أنساك وأنسانا.
لماذا لن أندم؟ لأنني نضجت من تجربتنا تلك من نواحي عديدة وعرفت نفسي كما لم أعرفها من قبل. لقد عرفت نفسي التي تحب الورد، وعرفت نفسي الشاعرية والعفوية والمنطلقة. أكتشفت أن الحب أمرٌ غاية في الروعة، كما أنني أكتشفت أن الحب يتطلب جهدًا من كل الأطراف وتنازلاتٍ كذلك. لقد عرفت معنى صباح الخير لك وحبيبي وتصبح على خير. لقد اكتشفت قدرتي على صياغة الكلام لأمرٍ لم أكن أعطي له بالًا، لقد اكتشفت قدرتي على تذكر التفاصيل الصغيرة تلك التي تصنع الفارق والبهجة لأولئك الذين تحب. لقد عرفت أن الحب لا يستدعي بالضرورة الهدايا الثمينة وأن أشياءَ صغيرة كوردة في كل لقاء وكلمة طيبة أو كوب قهوة يكفي لرسم البهجة على مُحيى من تحب يا صديقي.
فلماذا أندم على مروري بهذه التجربة الانسانية الفريدة؟ لا شك في أن التجربة اكتملت حين وقف حاجز عنصري قبيح ونتن متين للغاية في وجهها واضطررت لمواجهته. اكتملت التجربة حين انتهائها بشكل لا يليق ببدايتها ولا غايتها وهذا كله جزء من هذه التجربة الفريدة.
لا ندم يا عزيزتي ولا حزن
مدونة علي 