إنه لمن الغريب ألَّا يغمرني الدفء حينما أتذكرنا يا عزيزتي. تصيبني رعشة ويخفق قلبي بشدة وقد تصيبني نوبة هلع جرَّاء مرور شريط ذكرياتنا القصير للغاية حينما أمرُّ أمام مقهانا المفضل، أو شارعنا الذي كُنَّا نجرعه ذهابًا وإيابًا مشيًا على الأقدام يدي بيدك. قد أبتسم وأنا أتذكر لحظاتنا الأولى سويتًا مثل هديتي لك في عيد ميلادك والتي كانت عبارة عن فواصل كتب مرسومة يدويًا، حينما أتذكر فرحتك تلك لا يسعني إلا أن أبتسم، إلا أن ابتسامتي تلك مكلفة لأنه يعقبها هلع ورعشة لا قِبل لي بهما.
إنه لمن الغريب أن يصيبني البرد ليلًا رغم تدثري بغطاءً سميكٍ يقيني البرد، إلا أن رعشةً باردةً تصيبني حينما أتذكرنا، لا يمكنني وصفها إلا أنها على النقيض تمامًا لما كنت أشعر به حينما كنا سويًا. الدفء والحنين والحب استبدلتهم تلك الرجفة والرعشة الباردة. شدتها بدأت تخف وتضعف مع الزمن إلأ أنها أمرٌ بدا لي أنني يجب أن أكتب عنه وأتساءل أحيانًا عمَّا تمرين به أنت. وأحيانًأ أهز كتفي بلا اكتراث عالمًا بأنك لا تكترثين أيضًا، ولماذا تكترثين؟
أرجو أن تتحول الرجفة تلك إلى لا مُبالاة وشعور متبلد، مع رجائي هذا سوف أعمل لأجله وأتمرن لأن اللَّامبالاة تبدو كعضلة تحتاج إلى مِران مثنى وثلاث ورباع.